فتاوي جديدة

موضوع: فتاوي جديدة الثلاثاء أبريل 14, 2009 7:06 am

دفع زكاة المال لأسر الشهداء أمر مشروع

ما حكم دفع زكاة المال لأسر الشهداء والأسري والسجناء؟ وما حكم التكافل والتعاون مع أهليهم؟ وما فضل ذلك في الدين؟

- دفع الزكاة لأسر الشهداء والأسري والسجناء: أمر مشروع، بل واجب إذا كانوا من مصارف الزكاة وأهل استحقاقها، كأن يكونوا من الفقراء والمساكين أو الغارمين أو أبناء السبيل (ومنهم اللاجئون والمشردون). والزكاة علي هؤلاء أولي وأفضل من الزكاة علي غيرهم، لأن فيها سدا لحاجة المحتاج من ناحية، وإعانة علي الجهاد في سبيل اللَّه من ناحية أخري.
وعلي المسلمين أن يساندوا أهالي إخوانهم الذين قتلوا في سبيل اللَّه، وضحوا بأرواحهم من أجل دينهم وأمتهم، والذين تحملوا الأذي ومحنة الأسْر أو السجن في سبيل اللَّه. وأن يكونوا لهم أهلا بعد أهلهم. فيكونوا للصغار آباء، وللكبار أبناء أو إخوانا، والمفروض أن تكون هذه الأسر في كفالة الجماعة المسلمة وفي رعايتها، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. ومن كان في حاجة أخيه كان اللَّه في حاجته.

من سأل الشهادة بصدق

ما تفسير هذا الحديث: (من طلب الشهادة صادقًا، أعطيها، ولو لم تصبه)؟

من بركات الإخلاص لله: أن المخلص يستطيع أن يحرز ثواب العمل كاملاً وإن لم يقدر علي إتمامه بالفعل، ولنستمع إلي قول اللَّه تعالي: (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَي اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلي اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) النساء: 100 .
بل يستطيع المسلم بنيته الخالصة لله أن يدرك ثواب العمل كاملاً، وإن لم يؤدّه ولم يشرع فيه، ولهذا أمثلة كثيرة جاءت بها الأحاديث. روي البخاري عن أنس بن مالك قال: رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلي اللَّه عليه وسلم، فقال: "إن أقوامًا خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبًا ولا واديًا إلا وهم معنا، حبسهم العذر "
وروي النسائي وابن ماجه عن أبي الدرداء يبلغ به النبي صلي اللَّه عليه وسلم: "من أتي فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتي أصبح، كتب له ما نوي، وكان صدقة عليه من ربه". وفي صحيح مسلم أن النبي صلي اللَّه عليه وسلم قال: "من سأل اللَّه الشهادة بصدق، بلغه اللَّه منازل الشهداء، وإن مات علي فراشه "
وقال أيضا: "من طلب الشهادة صادقًا، أعطيها، ولو لم تصبه"، والحديثان يؤكدان وصفًا أو شرطًا لابد منه، لمن يحصل علي "الشهادة" وهو علي فراشه، لم يقتل ولم يصب، وهو أن يكون سؤاله للشهادة "بصدق"، أن يطلبها "صادقًا"، فما كل من يسأل الشهادة بلسانه، يكون صادقًا في أعماقه، فالمدار علي السرائر، واللَّه أعلم بها .وقد يتقرب المخلص إلي ربه بعمل فيخطئ في تأديته، ويضعه في غير موضعه، فتأتي نيته الصالحة شفيعاً، فتصحح له خطأه، وتكمل له نقصه.

الوقوف حدادا مخالف للشرع

ما هو الحكم الشرعي في الوقوف دقيقة أو دقائق مع الصمت التام تحية للشهداء؟

- إن الأمة الإسلامية أمة متميزة عن غيرها من الأمم بثقافتها ومنهجها في حياتها كلها.
فالإسلام له نهجه الخاص في تكريم الشهداء واحترامهم وتقديرهم يقول سبحانه وتعالي فتاوي جديدة Frown

وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ). وقد حث الإسلام علي الدعاء للأموات والتصدق عنهم وذكر محاسنهم والإمساك عن مساوئهم .
ولم يرد في الشرع ما يجيز الوقوف حداداً علي أرواحهم بل هذا أمر محدث نقله المقلدون عن غير المسلمين، وإن مما يؤسف له أن كثيراً المسلمين في هذه الأزمان المتأخرة أصبحوا مولعين بتقليد غير المسلمين والتشبه بهم واعتبر هذا التقليد من التقدم والحضارة عند هؤلاء الذين خدعهم سراب الحضارة الغربية وأعمي أبصارهم وطمس علي بصائرهم واعتقدوا أن التمسك بالآداب الإسلامية تخلف ورجعية وصاروا يجارون غير المسلمين بمثل هذه الأمور وصدق فيهم قول رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلم إذ قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم) رواه البخاري ومسلم .فليس من منهج الإسلام الوقوف حداداً لأرواح.

نصب للشهداء: لا يجوز

ما حكم إقامة نصب للشهداء تكتب عليه أسماؤهم وبعض الآيات القرآنية؟

- ليس من منهج الإسلام في تكريم الشهداء إقامة ما يسمي بنصب الشهداء أو نصب الجندي المجهول أو نحو ذلك من الأمور المبتدعة ، والتي عملها بعض المسلمين تقليداً لغير المسلمين.
ومن المعلوم عند أهل العلم أن البناء علي القبور محرم شرعاً، وعلي ذلك دلت الأحاديث النبوية الشريفة، فقد ثبت في الحديث عن جابر رضي اللَّه عنه قال: (نهي رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلم أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه وأن يبني عليه) رواه مسلم . وعن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال: (نهي رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلم أن يبني علي القبور، أو يقعد عليها أو يصلي عليها) رواه أبو يعلي . وقال الهيثمي: رجاله ثقات وغير ذلك من الأحاديث . وقد اتفق العلماء من لدن صحابة النبي صلي اللَّه عليه وسلم إلي هذا الوقت علي حرمة البناء علي القبور، ويضاف إلي ذلك أن إقامة نصب للشهداء ما هو إلا تشبه بغير المسلمين، وقد نهينا عن التشبه بهم في مثل هذه الأمور، وقد قامت علي إثبات هذا الأصل الأدلة الكثيرة من كتاب اللَّه وسنة رسوله صلي اللَّه عليه وسلم، فمن ذلك قوله تعالي: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَـاسِـقُـونَ) سورة الحديد الآية 16 . قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقوله (وَلا يَكُونُوا) نهي مطلق عن مشابهتهم وهو خاص أيضاً في النهي عن مشابهتهم في قسوة قلوبهم وقسوة القلوب من ثمرات المعاصي اقتضاء الصراط المستقيم ص 43. وكما في قوله صلي اللَّه عليه وسلم : (خالفوا المشركين) رواه البخاري ومسلم.

شكرا لك اخي الغالي