بمن يتأثر أبناؤنا ؟

بمن يتأثر أبناؤنا ؟

يبدأ تأثر الأبناء بمن حولهم في محيط الأسرة وذلك من داخل البيت فأول المؤثرين الأم لان الطفل يخلق في رحم أمه وينشا في حضنها ويفتح عينه للحياة في وجهها ويترعرع في كتفها ويتعلم المشي على يديه والنطق من كلماتها و أحاديثها ويعرف الأمور من خلالها ويقتدي بتصرفاتها وأخلاقها ويتتلمذ في مدرستها وبالتالي فهو جزء منهاوأول ما يتأثر بها وصدق الشاعر عندما قال: الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعدت شعباً طيب الأعراق ثانيا: الأب وبه يقتدي الابن في حركاته وسكنا ته وأكله وشربه وقيامه ومجلسه وأخلاقه يأخذها كما هي صدقه وكذبه أمانته وخيانته معاملته في بيته وخارجه حزمة ولينه شدته ورقته عطفه ورحمته بخله ومعاملته وعبادته لله تعالى فإن كان الأب أسوة حسنة فأنعم وأكرم فالشبل من ذاك الأسد وإلا فالثمرة ستكون مرة .ثالثا: الأخوان الكبار فلهم تأثير بالغ على الطفل كلما رأى مهم حركة حاول أن يقوم جاهداً في تقليدهم ولو كانت تلك الحركات سيئة وبذيئة .رابعاً: الأعمام والعمات والأخوال والخالات والأجداد وجميع الأقارب فالطفل يأخذ منهم الكثير من الكلام والأفعال ويحاول أن يقلدهم في كل ما رأى أو سمع خاصة عندما يكون محتكا بهم ويقطنون معه في بيت واحد أو في حالة التبادل بالزيارات يكن أشد تأثر بهم في الحكايات والأساطير القديمة ولاتي معظمها خالية وتترك في نفس الطفل تأثيرا بليغاً يصاحبه حتى الكبر.. خامساً: التلفاز وما يبث من حلقات كرتونية تجعل الطفل يتجمد أمامها ولا يمكن أن ينصرف عنها إلى غيرها وصار الأبناء مع هذه الحلقات الكرتونية المتحركة كراتين متجمدة ناهيك عن إهمال المذاكرة والدروس والواجبات وهذا لعمري أشد سلباً وتأثيرا سيئاً على مستقبلهم فإذا فتحت أمامهم القنوات الفضائية بما فيها من أشكال و ألوان الطيف الفني عندئذ لا يبقى للأم والأب والأخوان أدني تأثير على الأبناء فما رأى القارئ العزيز لو استغل التلفاز استغلال إيجابيا لقوة تأثيره على الأبناء صوتاً وصورة أما كان أفضل ؟ مسكين أنت أيها الأب الطيب تظن أنك الوحيد المؤثر والمربي لولدك وحولك الكثير من المؤثرين عليه وأن كانت تقع المسؤولية عليهم في التربية إلا أنك أنت الوحيد الذي تحملها على عاتقك من باب قوله تعالى )قوا أنفسكم وأهليكم نارا ( وتجني ثمارها عاجلا أو أجلا فإن ساهم أولئك المؤثرين من حولك بتربية حسنة فيها ونعمت وأنى ذلك وإن لم يكن فعزل الأبناء عن المؤثرين سلباً أولى وأسلم والله والمستعان.